علي بدرخان.. الفنان الذي دخل عالم الفن مجبرًا وتوقف عن الإخراج حرًا

كتب ماريو صفوت

العبرة في الجودة لا الغزارة، فكم من المخرجين الذين تركوا أعمالًا فنية كثيرة لكن بلا محتوى، لكن المخرج الكبير على بدرخان حالة فنية استثنائية، قدم العديد من الأفلام المهمة المؤثرة في المجتمع المصري، فهو واحد من المخرجين القلائل المهمومين بالمجتمع وأمراضه في المقام الأول.

نشأته وعائلته

ولد المخرج الكبير علي بدرخان في 25 أبريل 1946، إذ نشأ “بدرخان” في منزل واحد من أهم المخرجين في جيله، وهو المخرج أحمد بدرخان، الذي شجع نجله لاقتحام عالم السينما، حتى إنه رفض أن يوقع على استمارة التحاق نجله بالكلية البحرية، حتى يجبره على الالتحاق بمعهد السينما، ودراسة الإخراج.

لما دخل المخرج الكبير عالم الفن مجبرًا على يد والده، لكنه قرر أن ينعزل ويرفض الأعمال الفنية بحسب رغبته حرًا، إذ يرى أن الأعمال التي تقدم الآن والتي تعرض عليه خارج نطاق اهتماماته كمخرج يرى في هموم المواطن فكرة لأعماله.

بدأ مشواره الفني كمساعد مخرج، في عدد من الأعمال أبرزها “أرض النفاق”، “نادية”، “الاختيار”، “العصفور”، وغيرها.

زواجه من سعاد حسني

تعرف علي بدر خان على سعاد حسني أثناء تصوير فيلم ناديه من إخراج والده المخرج أحمد بدرخان حيث كان يعمل مساعد مخرج لوالده وتزوجها بعد تصوير الفيلم واستمر هذا الزواج لمده 11 عاما واخرج في هذه الفترة عده أفلام من بطوله زوجته وكانت من اعظم أفلام السينما المصرية مثل فيلم الكرنك وشفيقة ومتولي وفيلم الحب الذي كان بالإضافة إلى فيلم الراعي والنساء، وهو آخر أفلامها وتم تصويره بعد عدة سنوات من طلاقهما.

الورشة الفنية لـ علي بدرخان

صرح النجم علي بدرخان من خلال لقاء صحفي عن سبب غيابه لفترة كبيرة وابتعاده عن المشاركة في أعمال فنية قائلاً: “أنه لا يريد أن يتواجد في عمل فني لمجرد الوجود فقط فهو لا يريد مضيعة الوقت في أعمال بها معاناة من عقدة الخواجة، وفي النهاية يقال عنها تقليد أعمى وهذه كانت أهم العيوب الخاصة بهذا المجال”.

وأكمل الحوار قائلاً: “أنه اهتم بعمل مركز لتعليم الإخراج أفضل من العمل في الوسط وأن ينقل  كل خبرته إلى النجوم الصغار المبتدئين من خلال مركز خاص بذلك كورشة فنية كاملة، كما أن بعض من المتدربين هناك تم تكريمهم من خلال مهرجان كبير في العالم العربي وأسمائهم تتصدر قائمة النجوم في هذا الوقت”، وقد اهتم بذلك لأن قديماً في الوسط الفني كان الجمهور يستمع إلى الفيلم ويهتم به من معرفة اسم المخرج وبعدها الممثل وحينها يقرر دخوله للسينما أم لا، واعتذر كثيراً عن حدوث بعض الأخطاء في بعض المهرجانات أنهم يهتمون بالممثل والمصور وفي بعض الأحيان بمهندس الديكور ويهملون المخرج الذي يعد أهم فرد في العمل.

وختم الحوار قائلاً: “أنه يرى أن النجمة الراحلة سعاد حسني والراحل نور الشريف والراحل أحمد زكي هم أهم وأفضل الممثلين الذي شاركهم بعض أعماله في الوسط الفني لأنهم كانوا مثقفين ومدركين تماماً لقيمة العمل وهذا سبب وجود أعمالهم حتى الآن”، وكانت ورشته الفنية عبارة عن أكاديمية تحت إشراف كاليبر والمخرج علي بدرخان وهي عبارة عن أكاديمية رائدة في صناعة الأفلام ودورات السينما، والتمثيل، والإخراج، وكتابة السيناريو، والتصوير السينمائي، والماكياج السينمائي وغيرها من تخصصات السينما.

علي بدرخان وأحمد زكي

صرح النجم الراحل أحمد زكي عن موقف بينه وبين المخرج علي بدرخان، وذلك أنه قد تم ترشيحه لبطولة فيلم “الكرنك” ولكن بعدها تم رفضه من قبل المنتج رمسيس نجيب بسبب أنه أسمر اللون وشعره مجعد وظن أن تمثيله أمام الكاميرا حبيب سعاد حسني غير مقنع أبداً وسيؤدي إلى عواقب سيئة في التسويق، وأكد ذلك الموزع حسين الصباح.

في ذلك الوقت قام المخرج علي بدرخان باختيار نور الشريف ليقوم بالدور بدلاً عنه، وبسبب ذلك قرر أحمد زكي الانتحار من خلال ضرب جبهته بكوب من الزجاج مما أدى إلى إصابته، وأكد هذا الكلام النجم الراحل جميل راتب من خلال لقاء صحفي.

قال جميل راتب: “أنا وأحمد زكي تم اختيارنا للعمل بأدوار البطولة في فيلم “الكرنك” وبعد الانتهاء من الاستعدادات لهذا العمل غير المنتجين رأيهم بنا لأننا مبتدئين واختاروا نور الشريف ليقوم عن أحمد وكمال الشناوي نيابة عني، وأكد أنه بالفعل قرر أن ينتحر بسبب ذلك وهذا أثر في نفسيته جداً”، وبعد ذلك تبين أن علي بدرخان رأى موهبته ويرى أنه ممثل حقيقي لذلك أخرج له بعد ذلك الكثير من الأعمال وهو واثق من نجاحه.

أفلام علي بدرخان

  • فيلم ‘الرغبة” عام ٢٠٠٢.
  • فيلم “نزوة” عام ١٩٩٦.
  • فيلم “الرجل الثالث” عام ١٩٩٥.
  • فيلم “الراعي والنساء” عام ١٩٩١.
  • فيلم “الجوع” عام ١٩٨٦.
  • فيلم “أهل القمة” عام ١٩٨١.
  • فيلم “شفيقة ومتولي” عام ١٩٧٨.
  • فيلم “شيلني وأشيلك” عام ١٩٧٧.
  • فيلم “الكرنك” عام ١٩٧٥.
  • فيلم “العصفور” عام ١٩٧٤.
  • فيلم “نادية” عام ١٩٦٩.
  • فيلم “أرض النفاق” عام ١٩٦٨.
  • فيلم “النصف الآخر” عام ١٩٦٧.
  • فيلم “الحب الذي كان”.1973
  • فيلم “اللعنة”1984

جوائز علي بدرخان

جائزة السينما ضمن جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2021.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *